الجواب هو نعم ولا بنفس الوقت, فالجواب يتعلق بالتاريخ الذي يُطرح فيه السؤال, وهو يتعلق بالمعنى الذي يضعه السائلُ والمجيبُ في ذهنه لكلمة “سوريا”.
فلو سألنا إنساناً بسيطاً في المنطقة التي تُسمى بسوريا اليوم قبل مئة وخمسين سنة هل أنت سوري؟ لما فهم ما معنى “سورية”! وما معنى سوري! فلم تكن هناك أي دولة تُسمى سورية. كان ساكن هذه المناطق يعرف أنه يتبع إدارياً لولاية حلب أو بيروت أو غيرها ولا يشعر أنه مختلف عن ابن الولاية المجاورة فالحدود الإدارية بين الولايات في الماضي غيرُ الحدود السياسية اليوم التي عادة ما يتمُ ربطها بمشاعر “وطنية”, وربما كان مفهوم الولاية مشابه لمفهوم “المحافظة” بحسب المصطلحات الإدارية المستخدمة فيما يسمى بالدولة السورية اليوم وهو ما زال مستخدماً بهذا المعنى في بلاد المغرب.
لا يهمنا هنا إن كان قيصر الروم قد استخدم مصطلح “سوريا” أثناء انسحابه من بعض أجزاء بلاد الشام أو إن كان الفرنسيون قد وضعوه في خرائطهم أثناء الحملة الفرنسية على مصر وسوريا بل على العكس قد يدفعنا ذلك للتأكد من معلومة قد تُمثل حقيقة مخجلة : هل غيرّنا تسمية بلادنا وحدودها لتوافق مصطلحات المستعمر الذي احتل أرضنا؟
متى ذُكر اسم سورية في التقسيمات الإدارية وما حدودها؟
الاسم لم يكن يعني أي شيء لسكان المنطقة وفي عام 1866 تم تحويل اسم ولاية دمشق إلى ولاية “سورية” في السجلات الرسمية، ولكن بقي اسم “الشام” هو الاسم الذي يعرفه به سكانها وجيرانها. وحدودها في ذلك الوقت لا علاقة لها بحدود ما يسمى بدولة سوريا ولا بحدود محافظة دمشق اليوم.
كيف توّظف النقمة على نظام سياسي لخلق شعور بالانتماء يؤدي للتقسيم والاستبداد؟
في عام 1902 نشر المفكر عبد الرحمن الكواكبي كتابه “طبائع الاستبداد” وهو كتاب عالمي يصلح لنقد أنظمة الحكم وهو جزء من الحراك الفكري والسياسي في الامبراطورية العثمانية آنذاك يمكن استعماله لنقد الأنظمة الاستبدادية الشمولية كنظام حزب البعث ولكن الغريب هو أن يدّعي كُتّاب حزب البعث أن عبد الرحمن الكواكبي هو من رواد القومية العربية وكأنه كان يدعو لتغيير الحدود السياسية للدولة لتتطابق مع حدود ما يسمى بالدولة العربية أو بالدولة السورية الحالية مع أن دعوة الكواكبي لمواجهة المتسبد لا علاقة لها بالحدود وما كان يخطر ببال الكواكبي الحدود الحالية لما يسمى بسورية! ولكن النقمة على الاستبداد تمت الاستفادة منها لاحقا في عملية التقسيم وفي تحديد وتسمية “سورية” الحالية. وهذه النقمة يُمكن أن تستغل للتلاعب بعواطفنا اليوم لنشارك في تفتيت المجتمع والدولة بشكل مختلف.
كيف يمكن تقليل كلفة التحكم بالناس من خلال تقسيمهم إدارياً وعاطفياً؟
نشطت شبكة المخابرات البريطانية وغيرها في افتعال ثورات داخلية ضمن الامبراطورية العثمانية تُكمل المعارك العسكرية التي قامت بها الجيوش في الحرب العالمية الأولى 1914-1918 و استخدمت الرموز الدينية والوطنية لتحريك تلك الثورات فقامت بتحريض الشريف حسين لاستغلال موقعه “الديني الإسلامي” باعتباره من نسل الرسول الكريم وهو “شريف مكة” للقيام بثورة “عربية قومية” ضد الامبراطورية العثمانية وساعدتهم بالسلاح وغيره على ذلك حيث استطاعوا قطع خطوط الاتصال في الامبراطورية العثمانية آنذاك (التلغراف) وخط المواصلات (خط حديد الحجاز) . أما الأهداف الاستراتيجية للدولة البريطانية والفرنسية فكانت تفتيت الامبراطورية العثمانية الضخمة وتقسيمها بالشكل الذي يُسهِّل التحكم بها بأقل كلفة ممكنة. لذا تم لاحقاً تقسيم البلاد واحتلالها بكلفة قليلة جداً فكلفة إدارة احتلال منطقة سوريا ولبنان الحاليين كانت قليلة جداً (أحياناً أثناء الانتداب من 3 إلى 6 آلاف فرد فرنسي تشمل الإدارة العسكرية والمدنية لقوة الاحتلال) بمقابل مئات آلاف الفرنسيين في الجزائر.
هل الانتخابات النزيهة لممثلي الشعب تعني قدرة هؤلاء وسعيهم لحماية الشعب؟
نتيجة التفاعلات الثورية ضد الإمبراطورية العثمانية لم يتم شطر قسم “عربي” كبير واحد يشمل قسماً كبيراً من الاراضي المسماة اليوم “بالعربية” ووضعه تحت سلطة الشريف حسين كما اتفقوا معه، بل بدأت محاولات التفتيت لأجزاء أصغر. وأعلن النواب البرلمانيون الذين كانوا منتخبين لتمثيل مختلف بلاد الشام في إستانبول (منتخبين حسب النظام العثماني) أعلن هؤلاء بعد نهاية الحرب العالمية الأولى في 8 آذار 1920 سلخ بلاد الشام عن الدولة العثمانية وتسمية القسم المسلوخ ب “المملكة السورية”! وهي المبينة في الصورة اليمنى! وهذا يعني أن ممثلي الشعب العثماني قرروا تقسيم الشعب العثماني! وبحسب تخطيط المخابرات البريطانية ممثلة بضابط المخابرات (لورنس) قرر ممثلو الشعب حدود سوريا والمضحك أنهم اختاروا فيصل ابن الشريف حسين ملكاً على سوريا وفيصل من الحجاز وليس من ضمن الحدود التي قرروها ! في 14 تموز 1920 أرسل غورو القائد الفرنسي إنذاراً للملك فيصل كي يسمح بالاحتلال الفرنسي فوافق على شروط الاحتلال! وغادر سوريا ليتم تنصيبه ملكاً على العراق. أما المملكة السورية فقد تم تقسيمها إلى أجزاء وتم تنصيب شقيق الملك فيصل أميراً على أحد أجزائها وهي المملكة الأردنية الهاشمية حالياً! ومع ذلك لا يدرك السوري اليوم كيف تم تصنيع انتمائه.
الانتماء العاطفي الوطني وتغير حدوده
لو سألنا شخصاً “ثورياً” في 9 آذار 1920 من حيفا “هل أنت من سوريا لقال نعم. نفس الشخص لو سألته بعد 24 تموز 1920 “هل أنت من سوريا” ربما كان سيقول “لا”! لقد رفض كثير من سكان البلاد إنذار غورو وخرجوا لمواجهة دخول الفرنسيين في معركة ميسلون التي كانت معروفة النتيجة مسبقاً وبعدها تكرّس احتلال فرنسا لما يسمى بسوريا ولبنان الآن كما تكرّس احتلال بريطانيا لفلسطين ولما يسمى الآن بالأردن. وخلال تلك الفترة لو سألت “بيروتياً ” ثورياً هل هو من سوريا لأجاب نعم ولاختلفت إجابته بعد نيسان 1946.
بين 1920 و1946 جرّبت فرنسا تقسيمات أخرى وكان على أساسها يمكن للشخص أن ينتمي لدولة حلب يوماً أو دولة العلويين أو لغيرها بحسب رسوم مهندسي السياسة الفرنسيين والعالميين. ولم يتوقف رسم الحدود وتعديلها فمعظم هضبة الجولان موجود في خريطة سورية وغير موجود في خريطة أخرى مع أن تركيبتها الإدارية اليوم لا علاقة لها بالتركيبة الإدارية لباقي ما يسمى بسوريا وكذلك لواء إسكندرون.
كيف يوّظف الشعور الوطني والقومي لتخريب النسيج المجتمعي؟
لو سألنا شخصاً من حلب اليوم هل أنت من سوريا سيقول “نعم” وسيكون صادقاً من جهة، ولكنه سيكون “كاذباً” من جهة أخرى بحسب المعنى الذي فهم به السؤال. سيكون من “سوريا” إذا كان المقصود بالسؤال المنطقة التي اتفقت القوى العظمى بعد الحرب العالمية الثانية على تسميتها بسوريا وهي التي حددت لها شكلها وقررت أن تدير هذه المنطقة بالذات مؤسسات مركزية واحدة. ولكنه سيكون كاذباً إن كان يقصد بأن كلمة “سوري” تعني هوية ثقافية تاريخية خاصة تربط بين كل سكان المنطقة المسماة حالياً بسوريا بحيث تجمعهم بين بعضهم وبنفس الوقت تفرقهم عمن حولهم. نعم هناك الكثير من المشترك بين بني آدم القاطنين ضمن حدود ما يسمى بسوريا، ولكن الارتباط الثقافي بين أهالي درعا وأهالي إربد (في الأردن) أكبر بكثير من ارتباط أهالي درعا بأهالي دمشق والصلات العائلية بين أهالي حمص وأهالي طرابلس (في لبنان) أكثر بكثير من صلة أهالي حمص بأهالي حلب وعادات العلويين في ريف اللاذقية أقرب بكثير لعادات العلويين في لواء إسكندرون (في تركيا الحالية) من عادات أهالي دير الزور. وأهالينا في المالكية ما عرفوا لماذا تم وضع الخط الحدودي بينهم في “المالكية” فيما يسمى سوريا وبين بقية أهلنا فيما يسمى “زاخو” فيما يسمى العراق.
كيف يمكن إجراء اختبار “المخلوطة” لمعرفة أن الحدود الوطنية وهمية؟
سألني صديقي “اللبناني” العزيز : ماذا تسمون “المخلوطة” في سوريا؟
فقلت له : يا صديقي سؤالك خاطئ وهو يكرّس حدودا وهمياً ويؤدي إلى مشاعر انتماء وهمي تؤدي إلى تمكين المجرمين من افتعال صراعات وحروب!
التفت إلي صديقي مبتسماً ظاناً بأني أمزح ولكنه تفاجأ لما رآني جاداً فتابعت كلامي شارحاً : يمكننا أن نبحث عن تسمية شيء ما في لهجة حلب أو في لهجة حماة أو في لهجة طرابلس أو دير الزور أو بيروت أو دمشق أو جنوب لبنان الحالي. من الطبيعي أن نجد أن اللهجة في طرابلس (لبنان) وطرطوس (سوريا) متقاربة ولكن قد نتفاجأ عندما نجدأن الكلمة المستخدمة في “شحيم” في جبل لبنان هي نفس الكلمة المستخدمة في أريحا في محافظة إدلب السورية وهي مختلفة عن الكلمة المستخدمة في حمص وحماة! . هذه الحدود السياسية بين سوريا ولبنان ليست حدوداً ثقافية واجتماعية ولغوية فلا يوجد شيء يشترك به كل مواطني سوريا ويختلفون به عن كل مواطني لبنان إلا ما يتعلق بالنظام السياسي المرتبط بالحدود السياسية للدولتين! وعندما نستخدم الحدود السياسية ظناً منا أنها حدود لغوية وثقافية يمكن بسهولة أن يتم التحكم بتصوراتنا لنختلق صراعاً على أساس هذا الاختلاف كأن نقول “لقد قام السوريون باحتلال لبنان خلال الحرب الأهلية” بدلاً من قولنا “قام النظام السوري ب..” وأن نقول “اللبنانيون عنصريون”.
هل يعرف المواطن المناطق وتركيبة المجتمع حتى ضمن حدود دولته؟
كثيراً ما يشعر المواطن في دولة ما أنه يعرف بقية المواطنين في دولته بدون أي يكون هذا الشعور مبنياً على معرفة حقيقية. هذه المعرفة تتولد عند المواطن في الدول المتقدمة نتيجة برامج مدروسة تربوية وثقافية وسياحية. بينما كثيراً ما يتم حقن شعور الانتماء الوطني أو القبلي أو الطائفي عند الإنسان في الدول المتخلفة لتوظيفه في توليد الحقد واستعداء المواطن على الآخرين: أبناء الدولة الأخرى أو القبيلة الأخرى أو الطائفة الأخرى.
إن البشر الذين كانوا يقطنون فيما يسمى بدولة سوريا كانوا يتجاوزون العشرين مليون قبل سنوات وفيهم ثقافات وملل وعروق شتى فهذه المنطقة كانت ملتقى حضارات العالم ولكن المشكلة أن الإنسان عملياً لا يمكنه التعرف على عشرين مليون إنسان. فخلال حياتنا القصيرة يمكن للفرد العادي أن يتعرف بشكل جيد مباشر ربما على مئة أو مئتين أو ألف شخص وبغياب برامج تعريف ما يسمى بالشعب السوري ببعضه وبغياب أدوات الإحصاء العلمي فإن معظم ما يسمى بالسوريين يظنون أن سكان سوريا كلها يشبهون أبناء عائلتهم أو أبناء حارتهم أو أبناء طائفتهم وكثيراً ما يعممون خبرتهم المحدودة عن أوضاعهم للحديث عن كل السوريين. فعندما يتحدث اليوم من كان ميسور الحال عن سكان سوريا يظن بأن معظمهم كان من ميسوري الحال وعندما يتحدث المسلم الملتزم عن السوريين فقد يتصور أن معظم سكان سوريا مسلمين ملتزمين وعندما يتحدث العلوي يظن بأن التغيرات الاقتصادية التي حدثت في جبال العلويين تشابه ما حدث في باقي سوريا وعندما يتحدث السوري المغترب قبل عشرات السنوات عن بلده فغالباً ما يتصور أثناء حديثه بنية مجتمعية كانت موجودة ولكنها تغيرت لم تعد موجودة اليوم. وهذه المعلومات الهائلة الضرورية لمعرفة الآخرين لا يمكن أن نحصل عليها إلا بشكل مدروس منظم من قبل مؤسسات موثوقة هادفة (لم نقم بعد بإنشائها) قادرة على البحث عن المعلومات الضخمة وصياغتها بشكل مفهوم. هذا الخلل في الفهم ينطبق أيضاً على حكمنا على الشعوب ومواطني الدول الأخرى كأن نظن بأن الأوربيين كلهم لهم ثقافة واحدة وعرق واحد وأهداف واحدة وبنية دولة واحدة ولهم تاريخ واحد!
معظم سكان المنطقة لا يعرفون أنفسهم وعلاقاتهم العميقة ببعضهم
يذكر محمد كرد علي في “خطط الشام” أن عدد الكتب الغربية التي تم تأليفها في تاريخ البتراء وحدها بين 1805 و 1903 يتجاوز 95 كتاباً بينما معظم سكان بلاد الشام لا يعرفون عنها شيئاً.
هذا المثال يمكننا تعميمه فلا يعرف إلا القلة من أبناء الشعب “السوري” تركيبته وآليات التأثير في هذه التركيبة. ففي سوريا يوجد ثقافات وأنماط حياة مختلفة لكل من سكان المدن الكبيرة العريقة و لسكان القرى و للبدو.
ومع هذه الأنماط الأساسية يوجد ما يميز حياة البدو الذين استوطنوا في القرى أو القرباط أو الدروز أو العلويين أو الإسماعيليين ويوجد كذلك ما يميز الأكراد وما يميز الآشوريين وما يميز التركمان والأرمن والشركس وغيرهم وكذلك هنالك الكثير مما يميز العديد من تفرعات أخرى للمسيحيين أو للمسلمين بحسب مذاهبهم الدينية وأصولهم العرقية وتوزع مناطقهم الجغرافية.
حتى عندما نطلع على تركيبة شعوبنا فغالباً ما يكون هناك مشكلة في طريقة تعبيرنا عن الاختلافات بين هذه المجموعات البشرية فطريقة استخدامنا لبعض المعلومات الاحصائية يخلق مشاعر انتماء و عداء خطيرة مبنية على معارف مركبة بشكل خاطئ. فالحديث عن نسبة معينة للمسلمين السنة مثلاً يجعلنا نظن بأن آراء واحتياجات المسلمين السنة في المدن هي نفس آرائهم واحتياجاتهم في القرى وهي نفس آرائهم و احتياجاتهم في العشائر البدوية. وكذلك الحديث عن نسبة المسيحيين في سوريا تجعلنا نظن بأن المسيحيين المنحدرين من القبائل البدوية العربية الأصيلة لهم نفس البنية الثقافية للمسيحيين الذين استوطنوا في سوريا بعد الغزوات الصليبية ولهم نفس تركيبة القبائل السريانية القديمة كما تجعلنا نتوهم أيضاً أن احتياجات وآراء تجار المدن من المسيحيين هي نفسها احتياجات أبناء القرى من المسيحيين وبأن الأرمن الوافدين لا يختلفون عن السكان الأصيلين وبأن الأرثودوكس والكاثوليك والبروتستانات كتلة واحدة وبأن الملتزمين بالدين المسيحي والبعيدين عنه كلهم يشكلون مجموعة واحدة مميزة و مختلفة عن باقي المجتمع وهذا وهم كبير نتيجة الجهل والتجهيل ولكن التصور الناتج عن تكرار عرض هذه الاحصاءات خطير لأنه غالباً ما يتم توظيفه لتعميق الشعور بالانتماء ليس من أجل تأمين احتياجات أحد مكونات المجتمع ولكن للتحريض على مكون آخر . ينطبق الكلام طبعاً على كل أشكال التنوع العرقي والثقافي والديني في المنطقة كأن نتحدث عن الأكراد أو العلويين أو غيرهم.
من يريد التحكم بالمنطقة يعرف تنوع ثقافاتها
إن معظم أبناء آدم الذين يعيشون ضمن الحدود السورية (التي رسمتها القوى العظمى) لا يعرفون بعضهم بشكل جيد ولا يعرفون التوزعات المجتمعية على خارطة المنطقة. ولكن بالمقابل فإن دوائر المخابرات المحلية والعالمية تعرف هذه التركيبات وتعرف آلية التأثير في الفرد وفي الجماعة تستخدم هذه المعرفة في إعادة رسم المنطقة وفق مصالحها. وكثير من هذه القوى تستخدم هذه المعرفة في تفتيت نسيجها المجتمعي. تشكل الجامعات الحقيقية في الدول المتقدمة مصدراً أساسياً لإجراء الابحاث و لجمع المعلومات وتشكيل المعرفة المفيدة وتقديمها للمجتمع ولأصحاب القرار. بينما هذا الدور الأساسي للجامعات معطل في بلادنا.
إن تعاون أبناء المنطقة من أجل فهم تركيبتها يسهل وصولنا إلى المعرفة الصحيحة والعلمية الصادقة عن بلادنا خارج إطار التجاذبات العاطفية وخارج تأثيرات أجهزة المخابرات المحلية والعالمية. هذا التعاون سيسمح بفهم مشكلتنا بشكل أكبر ويسمح بطرح الحلول وبتحسينها.
إن هذا الفهم أهم بكثير من معرفة هل يجب كتابة “سوريا” بألف ممدودة (سوريا) أو بالتاء المربوطة (سورية).