بالتأكيد لا يمكن حل مشكلتنا بكتابة بوست على الفيس بوك. ولكن يمكن أن يساعد البوست على الفهم, والفهم ضروري جداً لحل مشكلتنا خصوصاً في زحمة المتناقضات التي تهدف لشل قدرتنا على الفهم.
والفهم الشامل وحده لا يكفي, فلا بد أن يتحول الفهم لمشروع ثم لعمل, والعمل الفردي لا يكفي لحل مشكلتنا ما دامت الطامة جماعية. فلا بد من تجميع الرؤى ومكاملة الفهم لتوحيد مسار جهود الأفراد الهادفة .
بالتأكيد حل مشكلتنا لا يشبه ابتلاع قرص الاسبرين كما يتصور كثير منا حيث يعتقدون أن القرص موجود عند شخص أو عند جماعة أو عند دولة, لأنهم يتصورون أن المشكلة إنما هي مرض أو هي طارئ ألم بنا. بينما هي سرطان خبيث كان يؤثر في سلوك أفرادنا وجماعاتنا ومؤسساتنا, وما نعيشه اليوم ليس إلا أثر تغير الأجواء على هذا الجسم المصاب أو على هذا الجنين الذي لم يكتمل نموه بعد.
المرض منتشر والعلة تبدو عويصة لكن استسلامنا السلبي للمصيبة هو جزء منها. في الحقيقة أدوات العلاج هائلة وهي في تطور مستمر لا يحدُّه شيء. وفي الافق يلمح العالِمون مجتمعاً إنسانياً يمكن أن متكاملاً متحاباً على مستوى منطِقَتنا وعلى مستوى العالم كله فها هي الانترنت مثلاً تصلنا مع من كنا نظن أنهم أعداءنا. ولكن بالمقابل هذه الأدوات والأدوية قد تزيد في مرضنا إن لم نعرف كيفية استخدامها الصحيح في العلاج
واضح من عنوان هذه السلسلة الطويلة أنني سأتحدث عن:
اشكالية الهوية: من نحن؟ ضرورة الفهم : ما هي المشكلة؟ العمل المطلوب: دورنا في الحل؟
وسيتم تفصيل الحديث ليتناول:
العوامل التي تُعيق الحل وكذلك التي يمكن أن تساعد على الحل : على مستوى الفرد- على مستوى المؤسسة – على مستوى الدولة – على مستوى المنطقة – على مستوى العالم
وكيف يمكن أن يتم تأهيل الفرد ليساهم في الحل الجماعي؟
